
شهد حي النور في مدينة القصرين حادثة مأساوية مساء أمس، حيث لقيت السيدة هدى الرحيمي حتفها بعد تعرضها لإصابة خطيرة إثر تصرفات غير متوقعة. كانت هدى في طريقها للتدخل في شجار بين ابنها وأحد أبناء الحي، الذي نشب في وقت متأخر من الليل. وعندما تدخلت الأم لحل النزاع، قامت والدة الطفل الآخر برمي دراجة هوائية (بسكلات) نحو هدى، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطيرة نُقلت على إثرها إلى مكان الحادث وتوفيت على الفور.
هذه الحادثة تُسلط الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية التي تواجه المجتمعات المحلية، مثل دور الأسرة في التربية وكيفية التعامل مع نزاعات الأطفال في الأحياء الشعبية. في مثل هذه الحالات، يكون من الضروري أن نتحلى بقدرة على حل النزاعات بطرق سلمية، مما يقلل من التصعيد ويحول دون وقوع حوادث مأساوية قد تودي بحياة الأبرياء. لا شك أن هذه الحادثة المأساوية تفتح الباب أمام الحاجة إلى التوعية الاجتماعية حول كيفية بناء مجتمع متماسك يتمكن أفراده من التعامل مع الخلافات بشكل حضاري، مما يقلل من التوترات داخل الأحياء ويزيد من الأمان الاجتماعي.
في هذا السياق، يعتبر الدعم الاجتماعي أحد الحلول الفعالة لمعالجة مشاكل النزاعات في الأحياء. كما أن التأمين الاجتماعي يمكن أن يكون له دور كبير في توفير الدعم للعائلات المتضررة من الحوادث المؤلمة مثل هذه، حيث يُمكن للمتضررين الحصول على تعويضات تُساعدهم على تخطي تلك الأوقات الصعبة.
من الجدير بالذكر أن المجتمعات بحاجة إلى استثمار أكبر في برامج التوعية والتدريب للأمهات والآباء حول أهمية دورهم في تهذيب سلوك الأبناء وتعليمهم كيف يتعاملون مع الخلافات بطريقة سلمية بعيدًا عن العنف. كما يمكن أن تساهم مؤسسات المحاماة في توجيه العائلات نحو الحلول القانونية التي تضمن حقوق الجميع في حالة حدوث أي انتهاك، أو تصعيد في الخلافات.
رحم الله هدى الرحيمي وأسكنها فسيح جناته، ونسأل الله أن يلهم عائلتها الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل. كما ندعو المجتمع المحلي في حي النور إلى الوقوف مع هذه العائلة المنكوبة وتقديم الدعم الاجتماعي الذي قد يخفف من وقع هذا الحادث المأساوي عليهم.
