نعى الوسط الفني ببالغ الحزن والأسى المخرج سامح عبد العزيز، الذي غيّبه الموت بعد مسيرة فنية حافلة قدّم خلالها أعمالًا مميزة أثرت السينما والدراما التلفزيونية، وترك من خلالها بصمة لا تُنسى في قلوب الجمهور وعشاق الفن السابع.
تميّز المخرج الراحل بأسلوبه الإخراجي الفريد الذي مزج بين الدراما الاجتماعية والطرح الإنساني، فكان قريبًا من نبض الناس وهمومهم، وقد استطاع أن ينقل صورًا واقعية من حياة المجتمع المصري بعدسة فنية راقية.
من أبرز أفلامه التي حصدت نجاحًا جماهيريًا واسعًا فيلم «الفرح»، الذي تناول فيه حياة البسطاء داخل أجواء الفرح الشعبي، مقدّمًا لوحة إنسانية مليئة بالمواقف والتفاصيل الحقيقية. كما أخرج فيلم «كباريه»، الذي دارت أحداثه في إطار درامي اجتماعي داخل مكان واحد، وشارك فيه نخبة من كبار النجوم. كذلك يُعد فيلم «سهر الليالي» من العلامات الفارقة في مسيرته، لما حمله من طرح جريء وصادق للعلاقات الإنسانية.
أما في مجال الدراما، فقد أبدع في إخراج عدد من المسلسلات الناجحة، على رأسها مسلسل «حارة اليهود»، الذي سلط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ مصر، وشارك فيه عدد كبير من الفنانين المعروفين، ولاقى تفاعلًا كبيرًا من قبل المشاهدين والنقّاد على حدّ سواء.
وقد تعاون سامح عبد العزيز خلال مسيرته مع كوكبة من ألمع نجوم الفن المصري، مثل خالد الصاوي، غادة عبد الرازق، محمود عبد المغني، ودينا الشربيني، ونجح بأسلوبه الفني في استخراج أفضل ما لديهم من طاقات وإبداعات.
رحيل سامح عبد العزيز يُعد خسارة فادحة للفن المصري والعربي، وستبقى أعماله شاهدة على موهبته ورؤيته الخاصة التي لامست وجدان الجمهور.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الفيديو
