
تمكّنت أعوان الغابات بالتنسيق مع وحدات الحماية المدنية بولاية سليانة بعد ظهر اليوم السبت، من السيطرة على 3 حرائق جبلية اندلعت في مناطق مختلفة منذ مساء أمس الجمعة، في تطور مقلق يعيد إلى الواجهة تحديات إدارة الكوارث الطبيعية والتأمين على الممتلكات الغابية في تونس.
📍 مواقع الحرائق
ووفق تصريح رسمي من المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بسليانة، جمال الفرشيشي، فإن الحرائق اندلعت في كل من:

- جبل جامة بمعتمدية سليانة الشمالية
- جبل بلوطة بين معتمديتي سليانة الجنوبية وكسرى
- جبل دحر بمنطقة برقو وأولاد بوهاني من معتمدية بوعرادة، وامتدت إلى جبل منصور من معتمدية الفحص بولاية زغوان.
🚒 تعبئة استثنائية وفتح المسالك
وفي إطار الاستجابة السريعة وتطبيق إجراءات السلامة العامة، سخّرت المصالح الجهوية للتجهيز آلة شحن وآلتين ماسحتين لفتح مسالك فلاحية تسهّل وصول شاحنات الإطفاء إلى المناطق الوعرة، وهو ما ساعد على احتواء النيران قبل تفاقم الوضع.
وأكد الفرشيشي أن الوضع أصبح تحت السيطرة، إلا أن عمليات التبريد والمراقبة الميدانية لا تزال متواصلة منعًا لأي احتمال لعودة الاشتعال، خاصة في ظل تقلبات الطقس وهبوب رياح الشهيلي.
🔍 خسائر بيئية في النسيج الغابي
ورغم السيطرة على النيران، فإن حريق جبل دحر وجبل منصور ألحق أضرارًا جسيمة بالنسيج الغابي، دون تحديد دقيق للمساحات المحترقة حتى الآن. وقد أشار عدد من المراقبين إلى أن غياب أنظمة التأمين البيئي وعدم كفاية التمويل لحماية الغابات يعرّض البلاد لمزيد من الخسائر على المدى الطويل.
⚖️ المسؤولية القانونية وتعويضات الأضرار

مع تكرار هذه الحوادث، يطرح عدد من الحقوقيين والمتخصصين في المحاماة البيئية تساؤلات جدّية حول ضرورة تفعيل قوانين أكثر صرامة في الوقاية من الحرائق، وتقييم الأضرار البيئية وتعويض الخسائر عبر آليات تأمين فعّالة. كما يدعو البعض إلى إدراج الغابات ضمن البنية التحتية المحمية قانونيًا كجزء من الثروة الوطنية.