

فُجع الوسط الفني والإعلامي التونسي مساء اليوم الثلاثاء 10 جوان 2025، بخبر وفاة أحد أعمدته البارزين، المخرج القدير علي العبيدي، عن عمر يناهز 75 عامًا، بعد صراع طويل ومرير مع المرض.
نهاية مسيرة فنية ثرية
غادرنا علي العبيدي، وهو أحد الوجوه المألوفة والمؤثرة في المشهد السمعي البصري التونسي، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا غنيًا، ومسيرة امتدت لعقود من الزمن أثرت خلالها أعماله في أجيال من المبدعين والمشاهدين على حد سواء.
محطات من حياة الراحل
ولد الفقيد يوم 10 فيفري 1950 بمدينة الرديف، ونحت مسيرته الأكاديمية والفنية بكل إصرار واجتهاد. تحصّل على درجة الماجستير في صناعة الأفلام من جامعة بوخارست، وهي شهادة جعلت منه من الأسماء القليلة في تونس التي جمعت بين التكوين الأكاديمي العميق والخبرة العملية الواسعة في الميدان.
معلّم أجيال في الجامعات التونسية
لم يقتصر دور علي العبيدي على الإخراج فقط، بل كان أيضًا مدرّسًا جامعياً مرموقًا منذ سنة 1981، حيث درّس موادًا محورية مثل علم الجمال السينمائي، والكتابة الدرامية، وتحليل النصوص الفنية. وقد تتلمذ على يده عشرات من المخرجين والسينمائيين والنقاد الذين أصبح لهم بدورهم شأن في الساحة الثقافية.
رؤية إبداعية شكّلت الوعي البصري
عرف عن علي العبيدي أسلوبه الفريد في الإخراج، إذ كان يمزج بين البُعد الجمالي والفكري، ويسعى دائمًا لتقديم أعمال تتناول الواقع الاجتماعي والسياسي بلغة بصرية راقية ومؤثرة. وكانت أعماله شاهدة على تطور الإنتاج التلفزيوني والسينمائي في تونس، ومساهماته لا تُحصى في برامج ومشاريع ثقافية وفنية متنوعة.
وداع حزين واعتراف بالجميل
فور انتشار خبر وفاته، عمّت مواقع التواصل الاجتماعي برسائل النعي والتأثر من زملائه وتلامذته والجمهور، الذين عبّروا عن حزنهم العميق لفقدان شخصية لعبت دورًا محوريًا في النهوض بالإنتاج الفني التونسي. وقد وصفه كثيرون بـ”رجل الظل النبيل”، الذي خدم الفن بصمت وإخلاص دون أن يسعى للأضواء.
إرث خالد
يرحل المخرج علي العبيدي جسدًا، لكن بصمته ستظل خالدة في ذاكرة الفن التونسي، وأعماله ستواصل التأثير في الأجيال القادمة، سواء على مستوى الصورة أو الكلمة أو الرؤية الفنية المتفرّدة.
رحمه الله رحمة واسعة
نتقدّم بأحرّ التعازي إلى عائلته، وأصدقائه، وكل من عرفه ورافقه في مسيرته الطويلة، راجين من الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.
إنا لله وإنا إليه راجعون.