
في فاجعة جديدة هزّت الشارع التونسي، شهدت معتمدية الحامة من ولاية قابس في الساعات الأولى من فجر يوم الثلاثاء 10 جوان 2025، حادث مرور مأساوي أودى بحياة ستة أشخاص، من بينهم أفراد عائلة كاملة، وذلك في حادثة وُصفت بالمروّعة وغير المسبوقة من حيث تفاصيلها المأساوية.
تفاصيل الحادث المؤلم
وقعت الحادثة على مستوى وادي المقرون، حيث كانت سيارة أجرة من نوع “لواج” محمولة فوق شاحنة نجدة (المعروفة بـ”SOS”)، في إطار عملية نقل ميكانيكي معتادة. ولكن، ولأسباب ما تزال مجهولة، انقلبت شاحنة النجدة وسقطت “اللواج” من فوقها مباشرة في الوادي، ما أدى إلى وفاة جميع من كانوا على متن السيارة على الفور، وسط ظروف مأساوية أثارت الذهول.
هوية الضحايا
وقد أسفرت الحادثة عن وفاة ستة أشخاص، تم التعرف على هويتهم لاحقًا، وهم:
🔹 العربي حويتة – سائق سيارة الأجرة
🔹 نضال التواتي
🔹 حذامي التواتي – زوجة نضال
🔹 ابنهما الصغير
🔹 شقيقة حذامي التواتي
🔹 محمد بلحاج – موظف بالسلك الديواني وأصيل مدينة دوز
هذه القائمة المؤلمة تشمل عائلة كاملة، ما ضاعف من حجم الفاجعة وأثار مشاعر الأسى لدى الجميع.
حالة من الحزن تعمّ البلاد
خلّفت الحادثة حالة من الحزن العميق في أوساط أهالي ولاية قابس وكل التونسيين الذين تابعوا تفاصيل الخبر عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. وقد عجّت منصات التواصل بعبارات المواساة والدعاء للضحايا، إلى جانب موجة من الغضب الشعبي الذي طالب بمحاسبة كل من تثبت مسؤوليته، وتحقيق عاجل لكشف ملابسات الحادث.
ردود فعل ومطالب بالتحقيق
عدد من النشطاء والحقوقيين شددوا على ضرورة فتح تحقيق فوري وجادّ للكشف عن أسباب الحادث، خاصة في ظل وجود تساؤلات عن مدى سلامة عملية نقل الركّاب فوق شاحنات النجدة، ومدى الالتزام بإجراءات الأمان أثناء عمليات القطر والتحميل، التي قد تتحول إلى كارثة عند أول خطأ تقني أو بشري.
دعوة لإعادة النظر في إجراءات السلامة
الحادثة تعيد إلى الواجهة قضية السلامة الطرقية في تونس، وتثير تساؤلات ملحة حول مدى جدية الرقابة على عربات النقل العمومي، وممارسات نقل السيارات التي لا تراعي المعايير الدولية. فالأرواح التي تُزهق في مثل هذه الحوادث ما هي إلا نتيجة مباشرة للإهمال وسوء التقدير.
وداع حزين ودموع لا تجف
شهدت مدينة الحامة وأماكن إقامة الضحايا أجواء من الحزن الكبير، حيث ووري جثمان الضحايا الثرى في موكب جنائزي مهيب، حضره عدد كبير من المواطنين وأفراد العائلات المفجوعة. وكانت مشاهد الوداع مؤثرة، خاصة حين اجتمعت الجموع حول نعش العائلة المنكوبة، في لحظة تجسّد فيها الألم الإنساني بأقسى صوره.
إنا لله وإنا إليه راجعون
نسأل الله أن يتغمد الضحايا بواسع رحمته، وأن يُلهم ذويهم وأحبّاءهم جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
رحم الله من غادرونا، ووقانا وإياكم شر الحوادث والمآسي.