
في لحظة صمت يملؤها الحنين، تجلس أمّ تتأمل صورة ابنها الذي غاب عن الدنيا، لكنها ما زالت تراه حاضرًا في كل تفاصيل الحياة. تمرّ الأيام، وتتوالى المناسبات، ولكن طيفه لا يفارق ذاكرتها، وكأن الغياب لم يُطفئ وجوده، بل عمّقه.
🕊️ الحزن النبيل: حين يتجاوز الفقد حدود الزمن
الفقد لا يُقاس بالوقت أو القسوة، بل بالأثر الذي يتركه في القلب. وعندما يكون الفقد هو فقدان الابن، يبدأ فصل جديد من الحياة عنوانه: الدعاء، الرحمة، والصبر. تتحوّل تفاصيل البيت إلى مساحة للذكر، واللحظات إلى دعوات صامتة تتمنى الرحمة والمغفرة لمن رحل.
🔴 “أم المرحوم محمد العثماني” تكشف تفاصيل جديدة
من بين هذه القصص التي تُقطّع القلب، تبرز شهادة أم الفقيد محمد العثماني، التي تحدثت مؤخرًا بحرقة عن ظروف وفاة ابنها. حيث كشفت لأول مرة، والدموع في عينيها، أن ابنها توفي بسبب باكو دخان مغشوش اشتراه من أحد المحلات العشوائية.
قالت الأم:
“ولدي ما كانش يشرب بزاف، لكن في نهارها جاب باكو دخان ما يعرفوش منين… بعد سويعات حس بألم شديد، وطيح. مشينا بيه للمستشفى، وما لحقش.”
ورغم مرور الوقت، لا تزال الأم تعيش ألم الفقد وكأنه وقع للتو، مؤكدة أن ابنها كان شابًا هادئًا طيبًا لا يستحق هذه النهاية المؤلمة.
🌹 ذكرى حية بين الجدران
تحرص الأم على أن يبقى أثر محمد حاضرًا: تحفظ صوره، وأغراضه، وترتّبها كما لو أنه سيعود يومًا. وحتى علبة السجائر التي تسببت في وفاته، لا تزال تحتفظ بها، وكأنها شاهدة على المأساة. تقول:
“كل يوم نراها ونبكي… ما نحكيتش باش الناس تواسيني، حكيت باش ولاد الناس ما يضيعوش كيف ولدي”.
🤲🏻 الصبر والدعاء: وسيلة للتعايش مع الألم
هذه الأم، كغيرها من الأمهات الثكالى، حوّلت ألمها إلى طاقة خير. تشارك في الأعمال الخيرية، تهب الصدقات الجارية باسمه، وتدعو له في كل صلاة. كما بدأت في التوعية بين شباب الحي بعدم شراء السجائر مجهولة المصدر، محاولة إنقاذ أرواح أخرى.