أخبار عامةالصحة و الحياة

تحذير علمي: ثلاث سنوات فقط لتجنّب انهيار مناخي عالمي وفق أحدث التقارير

كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في شهر يونيو 2025 أن البشرية باتت على بعد ثلاث سنوات فقط من تجاوز نقطة اللاعودة في تغير المناخ، ما قد يؤدي إلى اضطرابات مناخية حادة تهدد التوازن البيئي وأمن المجتمعات حول العالم، خاصةً تلك الواقعة في الدول الجزرية والمناطق النامية.

وحذّر أكثر من 60 عالم مناخ من أن “ميزانية الكربون” المتبقية، وهي الكمية القصوى من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يمكن إصدارها دون تخطي عتبة ارتفاع الحرارة بـ1.5 درجة مئوية، سيتم استنفادها بالكامل خلال أقل من ثلاث سنوات، إذا استمرت الانبعاثات على وتيرتها الحالية.

تجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية: نقطة تحوّل حرجة

يُشير التقرير إلى أن تخطي هذه العتبة الحرجة قد يؤدي إلى تغييرات لا رجعة فيها في الأنظمة البيئية العالمية، مثل انهيار الصفائح الجليدية أو تحوّل الغابات المطيرة إلى أراضٍ قاحلة. ورغم ذلك، يؤكد خبراء المناخ أن الفرصة لا تزال متاحة إذا تم اتخاذ إجراءات فورية للحد من الانبعاثات، والاستثمار في الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة.

الدكتور مايكل مان، أحد أبرز علماء المناخ ومدير مركز العلوم والاستدامة في جامعة بنسلفانيا، قال إن تقليل الانبعاثات لا يزال أكثر كفاءة وأقل تكلفة من محاولة عكس الأضرار المناخية لاحقاً. وأضاف:

“كل عُشر درجة من الاحترار نتجنبه يعني تجنب خسائر إنسانية واقتصادية كبيرة، خاصةً فيما يتعلق بالتأمين ضد الكوارث الطبيعية والحد من مخاطر الأمن الغذائي والمائي.”

الانبعاثات الحالية والمخاطر المستقبلية

بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، يُصدر البشر حالياً نحو 46 مليار طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنوياً، بينما لا تتجاوز الميزانية المتبقية لتحقيق هدف اتفاقية باريس للمناخ 143 مليار طن. هذا يعني أن العالم يتجه بسرعة نحو تجاوز الحد المستهدف، ما يزيد من أهمية التحوّل إلى الطاقة المتجددة، ودعم مشاريع الاستثمار الأخضر والتمويل المستدام.

ويشير التقرير أيضاً إلى أن درجة الحرارة العالمية قد ارتفعت بالفعل بمقدار 1.2 درجة مئوية مقارنةً بما قبل العصر الصناعي، حيث تعزى معظم هذه الزيادة إلى الأنشطة البشرية، لا سيما قطاعات الصناعة والنقل والطاقة.

المحيطات والاحترار المستقبلي

حتى في حال وقف الانبعاثات اليوم، سيستمر الاحتباس الحراري في الارتفاع بسبب الحرارة المخزنة في المحيطات، والتي سيتم إطلاقها تدريجياً خلال العقود القادمة. وتشير التقديرات إلى أن المحيط وحده قد يتسبب في زيادة حرارة إضافية تُقدّر بـ0.5 درجة مئوية، وفق الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأميركية.

مستقبل المناخ والاقتصاد العالمي

من شأن استمرار الاحترار العالمي أن يزيد من الطلب على التأمين ضد الكوارث الطبيعية، ويدفع الحكومات إلى تعديل سياساتها البيئية والاستثمارية. كما يتوقع الخبراء أن يشهد العالم تحولات في أنماط الإنتاج الزراعي، وهجرة مناخية، وتزايد الضغوط على الموارد الطبيعية.

وتُعد هذه التحذيرات دعوة عاجلة للتحرك من قِبل صناع القرار والمستثمرين والمواطنين، بهدف تعزيز الاستثمار في الاقتصاد الأخضر، ودعم مشاريع الطاقة المتجددة، والحد من البصمة الكربونية للأفراد والمؤسسات على حد سواء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
belhaq-online