شهد قسم الاستعجالي بالمستشفى الجهوي بجرجيس، في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس 17 جويلية 2025، حادثة اعتداء مؤسفة استهدفت عدداً من أعوان الصحة والممرضات، وذلك على خلفية تهجّم أحد مرافقي المرضى على الإطار العامل بالقسم، مما أدى إلى حالة من الفوضى والتوتر داخل المؤسسة الصحية.
وبحسب ما أفادت به مصادر طبية من المستشفى، فإن المعتدي أقدم على الاعتداء اللفظي والجسدي على الطاقم الطبي والتمريضي، مما تسبب في تعطيل مؤقت لسير العمل بالقسم الحيوي، وخلق حالة من الهلع والاستياء بين العاملين.
وفي تفاعل مباشر مع الحادثة، أصدرت النقابة الأساسية للصحة بجرجيس بيانًا عبّرت فيه عن إدانتها الشديدة لهذا التصرف، معتبرة أنه يندرج ضمن سلسلة اعتداءات متكررة باتت تهدد سلامة الإطار الصحي، مشيرة إلى ضرورة توفير الحماية القانونية والميدانية للعاملين بالمؤسسات الصحية.
وشهد المستشفى الجهوي صباح اليوم وقفة احتجاجية شارك فيها الإطار الطبي والإداري، عبّر خلالها المحتجون عن تضامنهم مع زملائهم ورفعوا شعارات تطالب بتركيز نقطة أمنية دائمة داخل المستشفى، بما يضمن الحد الأدنى من الأمان الوظيفي ويسمح بتأدية الواجب المهني في ظروف محترمة.
وأكدت مراسلتنا من جرجيس، الصحفية شعلاء المجعي، أن التحركات الاحتجاجية جاءت كرد فعل طبيعي على تصاعد وتيرة الانتهاكات التي تطال العاملين بالقطاع، وسط مطالبات جهوية ووطنية بتفعيل القوانين الزجرية ضد كل من يعتدي على موظفي الصحة أثناء أداء مهامهم.
تصاعد القلق في قطاع الصحة العمومية
ويُذكر أن مؤسسات الصحة العمومية في تونس تشهد تكرارًا لحوادث الاعتداءات، في ظل ظروف مهنية صعبة تعاني من نقص الموارد البشرية، وتدهور البنية التحتية، وغياب التأمين الكافي. وقد نبّهت عديد النقابات المهنية سابقًا إلى أن تجاهل هذه الإشكاليات يهدد جودة الخدمات الصحية ويزيد من نسبة العزوف عن العمل داخل القطاع العام.
ويأمل العاملون في القطاع الصحي أن يكون هذا الحادث بمثابة ناقوس خطر يستوجب تدخلاً عاجلاً من وزارة الصحة والسلطات الأمنية، لضمان كرامة العاملين وسلامتهم، وضبط الآليات اللازمة لحماية المؤسسات من أي مظهر من مظاهر العنف أو التجاوز.
