
ضعف الإقبال الجماهيري يثير تساؤلات حول واقع المهرجانات الثقافية: عرض مسرحية “رقصة سماء” في سوسة أمام مقاعد شبه فارغة
شهد مسرح سيدي الظاهر بمدينة سوسة ليلة هادئة خلال فعاليات مهرجان سوسة الدولي في دورته السادسة والستين، حيث تم تقديم العمل المسرحي رقصة سماء للمخرج الطاهر موسى بالعربي وإنتاج المسرح الوطني التونسي، وذلك بحضور جماهيري محدود لم يتجاوز نحو 250 شخصاً، على الرغم من أهمية العرض وقيمة الأسماء الفنية المشاركة وفي مقدمتهم الفنانة القديرة منى نور الدين.
امتد العرض قرابة ساعتين، وقدّم تجربة فنية مركبة من حيث المضمون والرؤية الإخراجية، ما أعاد إلى السطح نقاشات حول مدى مناسبة هذا النوع من الأعمال للعروض الصيفية المفتوحة. وقد تم التطرق لهذه النقطة خلال الندوة الصحفية التي أعقبت العرض.
في ردها على سؤال الصباح نيوز بخصوص أسباب ضعف الحضور، رفضت منى نور الدين وصف العرض بأنه عمل نخبوي أو بعيد عن الجمهور، مشيرة إلى أن المسرحية سبق وأن حصدت تفاعلاً إيجابياً في عروض أخرى بعدة مناطق. وأكدت أن المسألة تتعلق أكثر بالظروف التنظيمية وتوقيت المهرجان وليس بجودة العمل المسرحي في حد ذاته.
وقالت النجمة المسرحية: بصراحة أنا مصدومة من جمهور سوسة الليلة، مضيفة أن المدينة طالما تميزت بحضور جماهيري مكثف وتفاعل كبير مع الأعمال الثقافية، مستشهدة بتجارب ناجحة مثل عرض مراد السادس وكاليقيلا التي شهدت إقبالاً واسعاً امتلأت معه مقاعد المسرح.
هذه التصريحات أعادت طرح تساؤلات معمقة حول واقع المهرجانات الصيفية في تونس، ومدى قدرة العروض الثقافية على استقطاب الجمهور في ظل تنوع الخيارات الترفيهية وتغير أذواق المتلقين. كما سلطت الضوء على إشكالية الترويج والتسويق ومدى ملاءمة البرمجة الفنية للفضاءات المفتوحة وتطلعات الجمهور.
هل يتعلق الأمر بضعف حملات التأمين الإعلامي والتسويق؟ أم بتغير في الذوق العام للجمهور؟ أم بخلل في توقيت برمجة العروض؟ أسئلة تظل مطروحة وتستدعي مراجعات شاملة، في مرحلة تتطلب فيها الأنشطة الثقافية دعماً جماهيرياً أكبر، وتنسيقاً أفضل بين المؤسسات الفنية والجهات الراعية والفاعلين في مجالات الاستثمار الثقافي والتمويل.